نص نثري بعنوان / أنا ... ذكرياتي ... وقهوتي / بقلم الشاعرة / رجاء عبدالهادي
أنـا ... ذكرياتي ... وقهوتي
نادراً ما احتسي قهوتي بعيداً عن الذكريات ...
فقد اعتدت ممارسة استرجاع شريط ذكريات حياتي ... والكتابة
... واحتساء القهوة في آن واحد .
حين تزورني تلك الذكريات ويمر شريطها أمام عيني يجتاحني
الحنين لتلك اللحظات التي تحملها تلك الصور ... فترتسم على وجهي ملامح حزن...
وابتسامة باهتة ... لا شيء يشبه رائحة وطعم الذكريات التي نقتاتها حين يباغت الجوع
أرواحنا وقلوبنا ...
يتملكني حزن الحنين ... نكهته تعشقها الروح وتشتاق لها ...
فأكتب ذلك الشعور الذي يراودني ببعض حروف تحمل طعم الماضي
وذكرياته ...
وأرتشف القليل من قهوتي في ذلك الفنجان الذي يحمل صورهم ...
وأعود لأكتب ... وتستحضرني بعض الذكريات للحظات السعادة ...
يبتسم وجهي ... وتضحك عيناي وأخط حروفاً فرحة ... ملونة ... و مهما بلغ بي التشبث
في تلك اللحظات .. حتى غادرتني ورحلت ... أو رحل تفكيري وهرب لاتجاه آخر ... حاولت
الرجوع ... والابتسام لأعود للحظة سعادة أتشبث بها ... وأبحث عن غيرها ... وغيرها
... وفي كل مرة ... أجدني في النهاية أقتات ذكراها حين أجوع ... غنية أنا
بالذكريات الجميلة ... غنية
حد الفرح ...حد الحزن أيضا ...
امتطيت صهوة الغيوم فرحاً ... وتعثرت بالحنين ... وارتشفت
حلاوة الفرح مع رشفة قهوتي ...
ومن فجر الصباح نسجت لليوم فرحاً ... وللقاء أملاً ...
ومن ضياء البدر نسجت وشاحاً يغطيني حين يداهمني الغياب ...
وكل الأحبة كانوا حولي بذكرياتهم وصورهم ... تعاهدنا أن
نقتسم لحظات اللقاء ...
كل يوم في موعد احتساء القهوة وكتابة الحروف التي ترسم
الحنين وتنبض بما يجول في القلوب ...

تعليقات
إرسال تعليق